ُ"ليس لمصباح الطريق أن يقول إن الطريق مظلم، وإنما عليه أن يقول هاأنذا مضيء”
تلك مقولة الرافعي _رحمه الله_ التي أسرتني، لأنسج من أحرفها وشاح خيرية حين تتعرى الوقائع من حولي عن أبشع صورة، كفنت بذلك الوشاح روح الناقد المنهك بسلبيات الواقع ومــآسيه
قرأتُ من قبل مثلهم القائل” أن توقد شمعة ، خير من أن تلعن الظلام”ورغم ترادف المعنى ، إلا أن تقرير الرافعي لشخصية المسلم الحق، بإلتزام الخيرية لا نعي الأمة والنواح عليها،دعتني حقاً في كل موقف لاتسائل كيف اضيء المصباح؟
بدلاً من من السؤال المنهك عن سر هذا الظلام؟
لانظر فيما حولي متسائلة ياترى هل أنا مضيئه؟ وكيف أكون كذلك؟
دعتني_هذه العبارة_ حقاً لاتسائل حين أنتقد تصرف أحدهم هل صححت مساري من قبل؟ ليدفعني ذلك لاضاءة المصباح برسالة واقعية يحملها تصرف أمثل..
وحين أفجع بمشهد طفولة تغتال على أيد الكفر والضلال، ومآسيٍ يجمعها الإسلام عنوانا
أغمض عيني قسراً وأناملي تعبث بالريموت هرباً من الواقع ، ولكنها تعود لتطرح السؤال هلا أضئت حياة يتيم بكفالة، أو معدم بصدقة، أو جاهل بعلم ؟
وحين أشهد حياة اللهو والغفلة التي نحياها وذلك الترف الذي يبعثر آلاف الريالات لفستان لايلبس أكثر من اربع ساعات يأتي السؤال سريعاً ليضيء شاشة الجوال برسالة نصية بأرقام المؤسسات الخيرية، ودعوة للبذل لهذه الأمة، وليوم المعاد..
عندها انزاح ذاك السؤال الذي لطالما جثى على قلبي عن سرهذا الظلام الذي نحياه..
لاسأل نفسي قبل أن أنام..هل اضاء المصباح اليوم؟ وكيف سيضيء غداً وأين؟
__________________
وأفوضُ أمري إلى الله إنًّ الله بصيرٌ بالعباد م. ن.ق.و.ل