لماذا يقال الحب أعمى

في قديم الزمان حيث لم يكن هناك وجود للحياة على وجه الأرض بعد – لا وجود للبشرية- وكانت تجول الفضائل والرذائل لا غير... في أحد الأيام اقترح الإبداع على الجميع لعبة و اسماه الغميضة .... فوافقت الفضائل والرذائل لتخلص من الملل .... فصرخ الجنون أن من سيبدأ اللعبة ... وضع ذراعيه على شجرة وبدأ بالعد .. وسارعت الفضائل والرذائل بالاختباء ... فاختبأت الرقة وراء الغيوم... أما الخيانة فاختبأت في كومة زبالة ... و الكذب قال بصوت عالي سأختبأ وراء الصخور واتجه إلى قاع البحيرة ... أما الأنانية اتجهت إلى أعماق الأرض....و الحنان وجد مكان له بين أمواج البحر .... و الرومانسية صعدت على سطح القمر واختبأت ... واصل الجنون العد : ستة وتسعون سبعة وتسعون ...
أكملت كل الرذائل والفضائل الاختباء عدا الحب لم يجد أين يختبأ وعند تاسعة وتسعون قفز الحب في باقة ورد واختبأ فيها ....
فتح الجنون عينه وبدأ يبحث فكان الكسل أول من وجده لأنه لم يبدل أي مجهود في الاختباء .. أما التالي فكان الكذب الذي اختنق في البحيرة ... وهكذا .. وجد الجنون كل الفضائل والرذائل عدا الحب حتى كاد أن ييأس اقتربت منه الشجاعة لتشجعه على الاستمرار بالبحث ... أما الحسد فتكلم في ادن الجنون واخبره بمكان الحب .... ومن شدة سعادته ... أخد أشواكا وبدأ يرميها بجنون باتجاه باقة الورد .... فخرج الحب واضعا يديه على عينيه والدم يسيل بين أصابعه و يقول : يا الهي لقد صرت اعمى... وعند رأيت الجنون لهذا أخد يصرخ ويقول ماذا فعلت ؟ ويقترب من الحب ماذا أفعل لكي تسامحني .... فقال الحب بصوت حزين خدني إلى مدينة الأحلام أين سأجد الإنسان واسكن قلبه الحيران .... وهكذا أصبح الحب أعمى يقوده الجنون