السلام عليكم و رحمة الله
موضوع شيق و مطروح و مطروق كذلك
إلا أن المشكلة ما تزال قائمة و لعدة أسباب
لا يكفي أن نقول خطأ و نسكت .
مبدئيا من إخترع هذا لم يخطئ و سأشرح لماذا لم يخطئ.
حينما اخترع اجدادنا تلك العادة كانت المجتمعات مختلفة
و التواصل معدوم و الثقافة المتداولة بين الشباب أيامها
لا تتعارض مع هذا المفهوم و كان الشاب و الشابة
يومها لا تتجاوز متطلباتهم وجود من يود المشاركة
في بناء عش الزوجية و كانت هذه هي الطموحات الوحيدة الأساسية .
و كما تعلمون كانت مجتمعاتنا لا تتوفر على وسائل التواصل إلا قليلا
و كان الكل ملزم بتعهداته أمام مجتمعه و قانع بما جاءه و كان الهدف
تكاتفيا بحتا و منطقيا لأبعد الحدود .
لكن أين تقع المشكلة ؟
المشكلة هي في حبنا نحن للتقليد .
كيف ؟
هل أنا ملزم بأن أتزوج على طريقة والدى تماما دون نقص من أي جهة؟
هل أنا شخص مستقل أحمل إيجابيات جيل سابق مع إضافة محسنة أم أنني مجرد
نسخة طبق الأصل ؟
هل كان أبي لا يزال يقلد إنسان العصر الحجري حتى أكون أنا ملزما بعدم التفكير
في غير ذلك ؟
هل كان أبي متواصلا مع المجتمعات و ثقافاتها كما أنا اليوم ؟
هل يفهم أبي معطيات عصري أنا كما كان يفهم معطيات عصره؟
هل أنا أمتلك زمام المبادرة و مستعد للتغيير بأسلوب ناضج ؟
هل لازلت أتمنى حصول معجزة تغير حالي دون أن ابذل جهدا في التغيير ؟
هل أنا مقتنع أنني مؤهل لأكون صاحب قرار أموت دونه ؟
رغم كثرة الأسئلة سأكتفي بهذا القدر منها
لأعود إلى بعض النقاط لدى الطرفين من الشباب .
أولا نحن كشباب نحمل ثقافة معينة نراها متطورة
علينا إثبات ثقافتنا من خلال التأثير بها على من يلوننا
مثلا حين أقنع بفكرة معينة و أناقشها مع أبي أو أمي أو أيا كان من
عائلتي يجب أن أترك فيه تقبلا لمفهوم الإختلاف بين الأجيال و لن أعدم
الوسيلة لذلك لتبيين أنه هو لم يعش في عصر جده و لم يتكلم لغته صرفة .
لقد تغير مأكلنا و مشربنا و ملبسنا و مسكننا و تفكيرنا ملتصقا بزمن مضى ,هل العيب فينا ام في تفكيرنا؟
الفكر لديه قابلية الحركة لو أعطيته أفقا لذلك و خلقت لنفسك هدفا للوصول إليه .
ختاما هم لم يخطئوا و نحن أخطأنا حين رضينا زرع الضرص بالأذن
تحياتي و تقديري