قيام الليل فى رمضان من سمات الأبرار
الحمدلله ولي المؤمنين، والصلاة والسلام على من بعثه ربه رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله واقتفى أثره إلى يوم الدين وبعد
فإن الرغبة قائمة في أن أواصل حديثي
، ولكني رأيت أن أتحدث في هذا اللقاء عن أمر يتعلق بهذا الشهر الكريم، على وعد بأن أعود في اللقاء القادم إن شاء الله لمواصلة الحديث عن البدعة
وبداية فإني أهنئ عموم أهل الإيمان بالشهر المبارك الكريم الذي يتفضل الله فيه على عباده بألوان من البر والفضل والخير والإحسان، وعلى المسلم الناصح لنفسه، المحب للقاء ربه أن يسعى للظفر بمطلوبه في هذه الأيام الفاضلة والليالي التي هي بالخير عامرة
ومن الملاحظ أن كثيرًا من الناس يصومون، والكثير أيضًا عن الصيام يتحدثون، ولكن الذي يغفل عنه البعض أو يستثقله القيام لرب العالمين في ليالي الشهر الكريم، وقيام الليل عمومًا مُرغَّبٌ فيه في القرآن الكريم وسنة النبي الأمين ، قال تعالى «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» السجدة ، ، وقد ذكر الطبري رحمه الله بعض الأقوال المسندة في معنى هذه الآية، ثم عقب عليها بقوله «والصواب من القول في ذلك أن يقال إن الله وصف هؤلاء القوم بأن جنوبهم تنبو عن مضاجعهم شُغْلاً منهم بدعاء ربهم وعبادته خوفًا وطمعًا وذلك بِنُبُوِّ جنوبهم عن المضاجع ليلاً، لأن المعروف من وصف الواصف رجلاً بأن جنبه نبا عن مضجعه، إنما هو وصف منه له بأنه جفا عن النوم في وقت منام الناس المعروف، وذلك الليل دون النهار، وكذلك تصف العرب الرجل إذا وصفته بذلك، يدل على ذلك قول عبد الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه في صفة نبي الله
يبيت يجافي جنبه عن فراشه
إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
فإذا كان ذلك كذلك، وكان الله تعالى ذِكْرُهُ لم يخصص في وصفه هؤلاء القوم بالذي وصفهم به من جفاء جنوبهم عن مضاجعهم من أحوال الليل وأوقاته حالاً ووقتًا دون حال ووقت كان واجبًا أن يكون ذلك على كل آناء الليل وأوقاته وإن كان كذلك فإن توجيه الكلام إلى أنه مَعْنيُّ به قيام الليل أعجب إليَّ، لأن ذلك أظهر معانيه والأغلب على ظاهر الكلام، وبه جاء الخبر عن رسول الله ، وذلك ما حدثنا به ابن المثنى قال ثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت عروة بن الزبير يحدِّث عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله قال له ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام العبد في جوف الليل، وتلا هذه الآية «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ» اهـ
وقال تعالى في وصف عباده المتقين «كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» الذاريات ، ، والهجوع النوم ليلاً، يقال هجع يهجع هجوعًا نام، وقيل نام بالليل خاصة
والآية تدل على فضل قيام الليل وفضل القائمين فيه
قال ابن عباس رضي الله عنهما لم تكن تمضي عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئًا، وقال قتادة عن مطرف بن عبد الله قلَّ ليلة تأتي عليهم لا يصلون فيها لله عز وجل إما من أولها وإما من أوسطها
وقال الحسن البصري كابدوا قيام الليل، فلا ينامون من الليل إلا أقله، ونشطوا فمدوا إلى السحر، حتى كان الاستغفار بسحر، وقال كثير من المفسرين في قوله تعالى إخبارًا عن يعقوب أنه قال لبنيه «سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي» قالوا أخرهم إلى وقت السحر
وقال القاسمي رحمه الله «في هذه الجملة الكريمة مبالغات في وصف هؤلاء بقلة النوم، وترك الاستراحة، ولذلك ذكر القليل»
وبالجملة ففي الآية استحباب قيام الليل، وذم نومه كله، والأحاديث في ذلك كثيرة شهيرة
«وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» قال القاضي أي أنهم مع قلة هجوعهم، وكثرة تهجدهم، إذا أسحروا أخذوا في الاستغفار، كأنهم أسلفوا في ليلهم الجرائم
قال الرازي في الآية إشارة إلى أنهم كانوا يتهجدون ويجتهدون، ثم يريدون أن يكون عملهم أكثر من ذلك، وأخلص منه، فيستغفرون من التقصير، وهذا من سيرة الكريم، يأتي بأبلغ وجوه الكرم ويستقله، ويعتذر عن التقصير، واللئيم يأتي بالقليل ويستكثره، ويمنُّ به
وقد حثَّ النبي على قيام الليل وبين فضله في أحاديث كثيرة، وعقد البخاري رحمه الله في الصحيح بابًا بعنوان «باب تحريض النبي على قيام الليل والنوافل من غير إيجاب»، ثم ساق حديث أم سلمة أن النبي استيقظ ليلة فقال «سبحان الله، ماذا أنزل الليلة من الفتن، ماذا أنزل من الخزائن، من يوقظ صواحب الحجرات ؟ يا رُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة»
وقال الحافظ في الفتح في شرحه للحديث «قال ابن رشيد كأن البخاري فهم أن المراد بالإيقاظ الإيقاظ للصلاة لا لمجرد الإخبار بما أنزل، لأنه لو كان لمجرد الإخبار لكان يمكن تأخيره إلى النهار، لأنه لا يفوت»
ثم ذكر أقوالاً أخرى، ولكنه رجح القول الأول فقال «وما نسبه إلى فهم البخاري أولاً هو المعتمد، فإنه وقع في رواية شعيب عن الزهري عند المصنف في الأدب وغيره في هذا الحديث «من يوقظ صواحب الحجر» يريد أزواجه حتى يصلين، فظهرت مطابقة الحديث للترجمة، وأن فيه التحريض على صلاة الليل»
كما ساق البخاري تحت الباب السابق حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفيه «أن رسول الله طرقه وفاطمة بنت النبي عليه السلام ليلة فقال ألا تصليان ؟ فقلت يا رسول الله، أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إليَّ شيئًا، ثم سمعته وهو مُوَلِّ يضرب فخذه وهو يقول «وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً»
قال ابن حجر في شرحه «قال ابن بطال فيه فضيلة صلاة الليل وإيقاظ النائمين من الأهل والقرابة لذلك، ووقع في رواية حكيم بن حكيم المذكورة «ودخل النبي عليَّ وعلى فاطمة من الليل فأيقظنا للصلاة، ثم رجع إلى بيته فصلى من الليل فلم يسمع لنا حسًا، فرجع إلينا فأيقظنا» الحديث
قال الطبري «لولا ما علم النبي من عظم فضل الصلاة في الليل ما كان يزعج ابنته وابن عمه في وقت جعله الله لخلقه سكنًا، لكنه اختار لهما إحراز تلك الفضيلة على الدعة والسكون امتثالاً لقوله تعالى «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ»
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال «كان الرجل في حياة رسول الله إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله ، فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله ، وكنت غلامًا شابًا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله ، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فنصباني إلى النار ، فإذا هي مطويَّة كطيِّ البئر، وإذا لها قرنان ، وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول أعوذ بالله من النار، قال فلقينا مَلكٌ آخر، فقال لي لم ترع، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله فقال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان لا ينام من الليل إلا قليلاً
قال الحافظ ابن حجر «وشاهد الترجمة قوله «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل»، ومقتضاه أن من كان يصلي من الليل يوصف بكونه نعم الرجل، وفي رواية نافع عن ابن عمر في التعبير «إن عبد الله رجل صالح لو كان يصلي من الليل»، وهو أبين في المقصود
وقال القرطبي إنما فسر الشارع من رؤيا عبد الله ما هو ممدوح، لأنه عرض على النار ثم عوفي منها، وقيل له لا روع عليك وذلك لصلاحه، غير أنه لم يكن يقوم من الليل، فحصل لعبد الله من ذلك تنبيه على أن قيام الليل مما يتقى به النار والدنو منها، فلذلك لم يترك قيام الليل بعد ذلك، وأشار المهلب إلى أن السر في ذلك كون عبد الله كان ينام في المسجد ومن حق المسجد أن يتعبد فيه، فنبه على ذلك بالتخويف بالنار، وفي هذا الحديث أن قيام الليل يدفع العذاب»
وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال لما قدم رسول الله المدينة انجفل الناس إليه، وقيل قدم رسول الله فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله ، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء تكلم به أن قال «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام»
وهذا الحديث موافق لقوله تعالى «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا»، فإفشاء السلام إشارة إلى قوله «وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا»، وإطعام الطعام إلى قوله «وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا»، وصلاة الليل إلى قوله «وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا»، وقوله تدخلوا الجنة موافق لقوله «أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا»، وكان النبي يقوم الليل حتى تورمت قدماه، وقد وجهه ربه إلى ذلك وأشار إلى أنه يرتفع به عند ربه درجات، قال تعالى «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا» الإسراء ، وإذا كان التهجد والقيام بهذه المثابة، وقد رُغِّب فيه في سائر العام، فهو في رمضان أعظم وثوابه أعلى وأرفع
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال «سمعت رسول الله يقول لرمضان من قامه إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»
ومعنى قوله «يقول لرمضان» أي لفضل رمضان، أو لأجل رمضان، ومعنى «إيمانًا» أي تصديقًا بوعد الله بالثواب عليه، «واحتسابًا» أي طلبًا للأجر، وقوله «غفر له ما تقدم من ذنبه» ظاهره يتناول الصغائر والكبائر، وبه جزم ابن المنذر، وقال النووي المعروف أنه يختص بالصغائر، وبه جزم إمام الحرمين، وعزاه عياض لأهل السنة
وقد صلى النبي صلاة التراويح بأصحابه ثلاث ليال، وقد أخبر عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله ، فَصُلِّيَ بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد، ثم قال أما بعد فإنه لم يخف عليَّ مكانكم ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله والأمر على ذلك»
والمراد بهذه الصلاة صلاة التراويح في رمضان كما ورد في حديث عائشة عند البخاري من قولها «وذلك في رمضان»
وقد جمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس على إمام واحد في رمضان، وقد جاء ذلك في الصحاح والسنن والمسانيد، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»
فتوفي رسول الله والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرًا من خلافة عمر»
وفي هذا ترغيب عظيم من النبي في القيام بهذه العبادة العظيمة، وبيان أنها سبب في مغفرة الذنوب، وإلى جانب ذلك فإن من قام لله في رمضان كان من الصديقين والشهداء، وقد عقد ابن خزيمة في صحيحه بابًا قال فيه «باب في فضل قيام رمضان واستحقاق قائمه اسم الصديقين والشهداء إذا جمع مع قيامه رمضان صيام نهاره وكان مقيمًا للصلوات الخمس مؤديًا للزكاة، شاهدًا لله بالوحدانية، مقرًا للنبي بالرسالة» ثم ساق بسنده حديث عمرو بن مرة الجهني وفيه يقول جاء رسول الله رجل من قضاعة، فقال له يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت الشهر، وقمت رمضان، وآتيت الزكاة، فقال النبي «من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء»
ولذلك أقول لعموم أهل الإيمان أقبلوا على الله في رمضان وأخلصوا لله الصيام والقيام، وتأسوا في ذلك بسلفكم الصالحين، وأطيلوا القيام والقراءة فيه، فعن السائب بن يزيد أنه قال أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميمًا الداري رضي الله عنه أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، قال وقد كان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصى من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر»
كما روى مالك عن عبد الله بن أبي بكر قال سمعت أبي يقول كنا ننصرف في رمضان فنستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر»
وكان النبي يقوم لله في رمضان بإحدى عشرة ركعة كما جاء عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله في رمضان ؟ فقالت ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا، فقلت يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر ؟ قال يا عائشة، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي»
قال القرطبي رحمه الله «وظهر لي أن في عدم الزيادة على إحدى عشرة أن التهجد والوتر مختص بصلاة الليل، وفرائض النهار الظهر وهي أربع، والعصر وهي أربع، والمغرب وهي ثلاث وتر النهار، فناسب أن تكون صلاة الليل كصلاة النهار في العدد جملة وتفصيلاً»
وقد وردت كيفيات متعددة عن النبي في صلاة الليل، وقد اشتملت كتب السنن على بيانها قال ابن القيم رحمه الله «وكان قيامه بالليل ووتره أنواعًا»
ثم ذكر هذه الأنواع، ومنها أنه كان يفتتح صلاته بركعتين خفيفتين، ثم يصلي إحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ركعتين ويوتر بركعة، ومنها أنه كان يصلي ثمان ركعات، يسلم من كل ركعتين ثم يوتر بخمس سردًا متوالية، لا يجلس في شيء إلا في آخرهن، إلى غير ذلك مما ذكره، وقد كان كثير من الأئمة يزيدون على ما فعله ، فكان بعضهم يصلي عشرين ركعة ويوتر بثلاث وبعضهم يزيد على ذلك، قال ابن حجر «ويحتمل أن ذلك الاختلاف بحسب تطويل القراءة وتخفيفها فحيث يطيل القراءة تقل الركعات وبالعكس، وبذلك جزم الداودي وغيره»
قلت الأمر في ذلك واسع إن شاء الله ، وقد ورد مثل ذلك عن الشافعي، غير أن فعل النبي والالتزام به أولى وأحب، على أن يكون الاتباع في العدد والكيف
وختامًا أقول على المؤمن أن يدرك فضل ربه عليه بشهود رمضان، وأن يقوم لله فيه، وأن يواصل القيام على مدار العام، فهو من أفضل القربات، وإن قام حين يبقى ثلث الليل الآخر فهو حسن، حيث تنزل الرحمات، ويقرب رب العباد
أسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يجعلنا مِن الصديقين والشهداء والحمد لله رب العالمين