عندما شبهتُ حبي في إحدى الأيام
بالقبر .... لم أكن مخطئاً أبداً
فأنى عند نومي بقبري لم أكن أخشى أحد
ولم يخشاني أحد
ولم تمد يد أحد لمساعدتي
فأنى كصنم
لم يساعدني أحد لسبب بسيط جداً
وهوا أن مهمتي في هذهِ الحياة قد أنتهت
وأنتهائِها كان أبدي
وضاع الحلم
فأي فائدة ترجى من عاشق ٍميت
لا فائدة مرجوة من إنسان غريب
من عَدم
عندما شبهتُ حبي بالقبر ... كنت
أقصدُ بأني ( أنا ) وذلك الميت
سواسية أمام عدم إكتراث من أحببتها بنا
آهٍ كأنها طريق جهنم
لكن بالرغم من هذا
يبقى هناك فارق كبير بيني وبينها
وهوا الألم
( الألم ) الذي أخلى سبيلهُ
وأبقاني أسير خلف قضبانهِ المُعتِمة
ليمتني في اللحظة ألف ألف مرة
ها هنا ظهر الفارق الكبير الذي بيننا
أنا أحسد الالم على راحتهُ ...في حين
لا يشعر هوا بألمي
عملاق الحجم
فهوا لا يُبدي له أي إكتراث ...لأن
خروج الروح أفرغ من جسدي ماءُ الحنيين المجمد
ويلي ضائعٌ في الوهم
عندما شبهتُ حبي بالقبر ... عندما شبهتُ
نفسي بذلك الميت .. كان ذلك عندما
شعرتُ بالعجز أمام إنقاذ .. قصة حُب ٍكانت
تتلاشى أمام بصيرتي هناك في البعيد المنصرم
وكنت ( أنا ) أقف وقفة من لا حول له ولا قوة ..
على إنتشال أي ذكرى منها....
لم يكن بوسعي أنا سوى الأستغاثة بــــ ( أنا )
قلت لــــ أنا بحق الماضي الذي كنتٌ فيهِ قيصر
بحق الماضي الذي كنتُ فيهِ تطاع حين تأمُر
وتعاقب أو إذا شئت تغفُر ... بحق
ماضيك ... أفعل شيئاً ... أي شيء
فأنى أنسحق وأتدمر
قال: من أنت ؟
قلت أنا أنت ...ألا تتذكر؟
قال :من أين جئت ؟
قلت : من صرحك الشامخ الذي دُمر...
قال: وماذا تريد ...
قلت : أن تعيد ترتيب حروف أسمي
الذي تبعثر...
فقال : إن مات المرء على شيء ... فإنهُ
بعد الموت لا يتغير
قلت: لا وقت الآن للكلام .. فقصة حُبي
تتلاشى .. الا تفعل شيئاً ؟
فأدار وجههُ وراحَ يبتعد ...وفي سماء الماضي
سُرعانَ ما تبخر ...
فرحتُ أصيح ... وأصرخ بأعلى صوتي قصتي
تتلاشى .... قصتي تموت ... حروفها تغرق
فسمعتُ صوتاً من الأفق ... المجهول
يقول :إن لم تستجب لك نفسُك الآن ...فلن
تستجيبَ أبداً ...
قلت : من أنت ؟
قال : أنا أنت ...حين تكبُر ... إن لم
تشعر بي الآن .....فلن تشعُر
قلت : لكني هناك أخوض قصة حُبٍ ...
أنا والماضي .... والمستقبل ...وحبي
يموت ... أفعل شيئاً لتنقذهُ
فأنت المستحيل ...
قال : إن لم تفعل شيئاً الآن .. فلن تفعل ..
وستفقد فعل الماضي ... والمضارع
ولن ينفعكَ نحيبُكَ العليل
قلت : لا وقت الآن للأحلام ... حبي يموت
كسفينةٌ تغرق ... ألاتفعل شيئاً ؟
لا صوت ينبثق من صوتي أنا ...
لا نبرةُ صوت تُعرِبُ ... ولا صدى ...
الحب يموت ... أما حان الوقت ..
لتستيقظ أيُها المستحيل ؟
تباً لك أيها المستحيل
وتباً للحياةِ عندما تصبح فيها
شييءٌ لا يُذكر..
الموت يتلكأ بسيرهُ نحوي
أنا أصارع الألم وحدي آه آه
ما أقسى أن تكون وحيداً ... دون حبيب
فأنى اليوم كوردة ٍدون عبير
كجدول ٍدون ماء
أنا وبكل فخر ٍوالميت سواء
فحبي هوا القبر الذي يخلوا من ...
الاحاسيس والعواطف ...
حبي قبرٌ لا ينبت على سطحهِ الزهر
بل يعلوهُ شاهدٌ شامخٌ قتلهُ الغبار
مكتوبٌ عليهِ ميتٌ قبل أن يولد